في مسار مفعم بالتفاؤل والثقة، خط الروبل الروسي خطواته الواثقة نحو قمم جديدة لم يشهدها منذ الأول من أغسطس، مسجلاً أرقاماً تاريخية في سوق العملات العالمية. وجاء هذا الارتفاع اللافت كثمرة للانتعاش الملحوظ في أسعار النفط، الذي يشكل عصب الاقتصاد الروسي ومصدر قوته.
في يوم الاثنين، أبهر الروبل المراقبين والمستثمرين على حد سواء، إذ قفز بأكثر من 0.7% مقابل الدولار، ليعانق الرقم القياسي 91.5250، في مشهد يعكس العزم والقوة التي بات يتحلى بها الروبل. ولم تقتصر هذه الزيادة على الدولار فحسب، بل شملت اليورو واليوان الصيني، معززةً موقع الروبل كبطل للعملات في هذا اليوم.
توقعات المحللين كانت إيجابية ومؤيدة لهذا الصعود، حيث رجح يفجيني لوكتيوخوف، المحلل الاقتصادي البارز في “برومسفياز بنك”، أن يظل الروبل يحلق في فلك مرتفع يتراوح بين 91.50 و93.00 مقابل الدولار خلال الأسبوع.
وفي سياق متصل، اكتسب خام برنت، وهو المقياس الذي يعتمد عليه الاقتصاد الروسي بشكل كبير، قوة ومنعة، مرتفعاً بنسبة واحد بالمئة ليصل إلى 82.22 دولار للبرميل. ولا شك أن هذا الارتفاع في سعر الخام سيكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الروسي ويعزز من قوته وثباته.
ومن جانب آخر، شهدت البورصة الروسية حركة ارتفاع ملموسة، حيث ارتفع مؤشر (آر تي إس) المقوم بالدولار بنسبة 0.9% متألقاً عند 1117.43 نقطة، فيما زاد مؤشر توبكس المقوم بالروبل بنسبة 0.19% إلى 3248.3 نقطة، مما يشير إلى جو من التفاؤل يسود الأسواق الروسية.
إن الروبل اليوم لا يعكس فقط قوة العملة، بل يجسد أيضاً قوة الاقتصاد الروسي الذي يواصل تعزيز مكانته وتأثيره في السوق العالمية. وفي ظل هذه الأخبار المشرقة، تتجه الأنظار نحو مستقبل يحمل في طياته المزيد من الإنجازات والتقدم للروبل الروسي.