في لحظة تاريخية تبشر بعهد جديد من التعاون الدولي، تمكنت الولايات المتحدة والصين من زرع بذور الأمل في قلب الأزمة البيئية، حيث أعلن جون كيري، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ، عن بلوغ “تفاهمات واتفاقات” مع الجانب الصيني تنذر بفجر جديد من التقدم في مجال مكافحة تغير المناخ.
في ساني لاندز بولاية كاليفورنيا، شهدت محادثات استغرقت أربعة أيام بين كيري ونظيره الصيني شيه تشنهوا، تتويجاً لجهود مضنية توجت باتفاقات قد تكون لها انعكاسات إيجابية على محادثات مؤتمر “كوب 28” في دبي، والتي تنظرها العالم بعيون مفعمة بالأمل.

بكل جدية وتصميم، وعلى الرغم من “بعض اللحظات اليائسة” كما وصفها كيري، استطاع الطرفان تجاوز الصعاب والتوصل إلى تفاهمات تبشر بعالم يتجه نحو تبني الطاقة المتجددة وتبني ممارسات أكثر استدامة.
يأتي هذا التعاون في وقت حرج، حيث تقف البشرية على مفترق طرق بيئي، وتعتبر الأرضية المشتركة بين العملاقين الاقتصاديين حجر الزاوية لأي تقدم يمكن إحرازه في القمة العالمية المرتقبة.
كيري، الذي يبشر بتفاصيل الاتفاقات التي ستعلن قريبًا، أشار إلى توافق مهم بشأن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، حيث يمهد الاتفاق لإنشاء صندوق دولي يدعم المناطق الأكثر تضرراً من تغير المناخ.

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الصين بخصوص برنامجها لبناء محطات طاقة تعمل بالفحم والتزامها بخفض الوقود الأحفوري، يأتي هذا التعاون كرسالة قوية تؤكد أن المسؤولية المشتركة والعمل الجماعي قادر على إحداث التغيير الإيجابي.
وفي الختام، يعلق كيري الآمال على مؤتمر كوب 28، مؤكداً أن التمويل لمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم يعد في عالم اليوم غير مسؤول، موجهًا نظر العالم إلى مستقبل أكثر اخضرارًا، حيث الالتزام بالبيئة يصبح لبنة أساسية في بناء اقتصادات المستقبل.