تراجعت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، وذلك بالتزامن مع ترقب المستثمرين لقرار السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والمقرر إعلانه في وقت لاحق من اليوم. هذا التراجع جاء بعد فترة من الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب، حيث عززت المخاوف المتعلقة بالصراع في الشرق الأوسط جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى تجاوز سعره ألفي دولار للأونصة الشهر الماضي.
بحلول الساعة 03:51 بتوقيت غرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 1978.36 دولار للأونصة. كما شهدت العقود الأميركية الآجلة للذهب انخفاضاً بنسبة 0.4% لتصل إلى 1987.00 دولار. وفي سياق متصل، سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية قفزة نسبتها 7.3% في أكتوبر/تشرين الأول، مع وصوله إلى أعلى مستوى في أكثر من خمسة أشهر، عند 2009.29 دولار الأسبوع الماضي، وفقاً لما ذكرته وكالة “رويترز”.
أكد كريستوفر وونغ، المدير التنفيذي وخبير سوق الصرف الأجنبي في بنك إنجلترا، على تأثير الأحداث الجيوسياسية وتحديداً الصراع في الشرق الأوسط على أسعار الذهب. وأوضح أن السوق قد دفعت الأسعار في السابق لتتجاوز الـ2000 دولار، ولكنها عادت للانخفاض بعد ذلك. وأضاف أن العامل الرئيسي المؤثر حالياً في السوق هو استمرار الصراع في الشرق الأوسط وإمكانية حدوث تصعيد ينضم إليه أطراف جديدة.
التحليل المالي ومستقبل سوق الذهب
مع تلك التحولات الأخيرة في سوق الذهب، يتوجب على المستثمرين مراقبة الأسواق عن كثب وتقييم العوامل الأساسية والفنية بعناية. فالذهب، وإن كان يُعتبر عادةً ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات والتوترات الجيوسياسية، إلا أن التقلبات الحادة في الأسعار، كما هو الحال حالياً، تتطلب تحليلًا دقيقًا ومدروسًا لتوقعات السوق.
في ضوء هذه المتغيرات، ينبغي على المستثمرين أخذ قراراتهم بناءً على مجموعة متنوعة من المعطيات والتحليلات، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير السياسات النقدية، التوترات الجيوسياسية، وحركات العملات الرئيسية مثل الدولار الأميركي، فضلاً عن العوامل الأساسية المتعلقة بالعرض والطلب في السوق العالمية لل
ذهب.